تحدى احد الاغنياء- كان يفضل عقوبة الاعدام عن عقوبة السجن المؤبد - محام شاب كان يؤمن بعكس ذلك وقال صاحب القصر للمحامى
ستتغير وجهة نظرك اذا سجنت انت. واعلن عن صفقة ليسكت بها المحامى الشاب ويقدم دليلا عمليا عن صدق رايه وهو ان الغنى
سيتنازل عن كل ثروته وقصره له اذا استطاع المحامى ان يحتمل السجن خمسة عشر عاما. ووافق المحامى على الصفقة وفى السجن
بدأ يتسرب القلق والضيق للمحامى ويسال ما الذى فعله بنفسه وقد يموت قبل ان يحصل على الثروة ولكنه ايضا لم يستطع ان يرجع فى
اتفاقه ومرت الايام بصعوبة بالغة فطلب كتبآ ليكسر بها صعوبه الايام. ومرت السنوات الخمس الاولى وقد تعلم الغات والموسيقى
وقرأ كل انواع الادب ولكنه كل يوم يزداد عصبية وضيقآ وكان يشعر بانه قد دفن نفسه باراضته ولكن فى العام السادس طلب كتبا فى
الديانات
وجاءه الكتاب المقدس وما ان قرأه حتى تغير سلوكه ومرت الاعوام التالية وهو فى هدوء وبلا طلبات حتى مرت السنوات واصبح صاحب القصر
فى غاية القلق والضيق. فطلب من الحارس وساله عن احوال السجين فقال له: منذ سنوات وهو لا يفعل شيئا سوى ان يقرأ الكتاب
المقدس ويصلى. لقد صار قديسا ولم يهتم صاحب القصر بكلام الحارس ولكنه كان يسأل عن حقيقة انتقال ثروته الى المحامى حسب العقد
المبرم بينهما. وها هى الايام تقترب وظل صاحب القصر لاينام ولا يعرف كيف سيعيش فيما بعد حتى انه فى احدى الليالى اخذ سكينة
ونزل الى الى الحديقة ودخل الى مكان سجن المحامى ووجده نائمآ فى هدوء , واقترب ليقتله ولكنه وجد ورقه بجوار سريره فأخذها
وما ان قرأها حتى انهار وسقط من الدهشه. لقد كانت الورقة هى التنازل من المحامى عن حقه فى ثروة صاحب القصر وفى نهاية
التنازل شكر لصاحب القصر على أستضافته ومحبته له. واستيقظ المحامى ووجد صاحب القصر فى ذهول فأطلعه على السر الذى
حول حياته . . . أنها كلمات الله . . . فقال له : بعدما قرأت الكتاب المقدس بعمق ووجدت وكأن الله يسكن معى هنا فلم اعد اهتم
بثروتك ولا بقصرك , بل لم اعد اشعر اننى فى حالة قلق من شِِئ. ولم اعد اتضايق من شئ فلقد احسست اننى لا اريد شيئآ
ولا اشتهى شيئآ . لقد صرت غنيآ فعلآ حين وجدت المسيح . . . فأحتضنه صاحب القصر وترجاه أن يقبل مشاركته فى القصر
فقبل المحامى أن يسكن المحامى معه فقط دون أن يأخذ من شيئآ . . . . .